نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 139
دحوت الرغيف دحوا بسطته و المدحوات هنا الأرضون .
فإن قلت قد ثبت أن الأرض كرية فكيف تكون بسيطة و البسيط هو المسطح و الكري لا يكون مسطحا .
قلت الأرض بجملتها شكل كرة و ذلك لا يمنع أن تكون كل قطعة منها مبسوطة تصلح لأن تكون مستقرا و مجالا للبشر و غيرهم من الحيوان فإن المراد بانبساطها هاهنا ليس هو السطح الحقيقي الذي لا يوجد في الكرة بل كون كل قطعة منها صالحة لأن يتصرف عليها الحيوان لا يعني به غير ذلك .
و داحي المدحوات ينتصب لأنه منادى مضاف تقديره يا باسط الأرضين المبسوطات (1) - قوله و داعم المسموكات أي حافظ السموات المرفوعات دعمت الشيء إذا حفظته من الهوى بدعامه و المسموك المرفوع قال
إن الذي سمك السماء بنى لنا # بيتا دعائمه أعز و أطول [1] .
و يجوز أن يكون عنى بكونها مسموكة كونها ثخينة و سمك الجسم هو البعد الذي يعبر عنه المتكلمون بالعمق و هو قسيم الطول و العرض و لا شيء أعظم ثخنا من الأفلاك .
فإن قلت كيف قال إنه تعالى دعم السموات و هي بغير عمد .
قلت إذا كان حافظا لها من الهوى بقدرته و قوته فقد صدق عليه كونه داعما لها لأن قوته الحافظة تجري مجرى الدعامة (2) - .
قوله و جابل القلوب أي خالقها و الجبل الخلق و جبلة الإنسان خلقته و فطراتها بكسر الفاء و فتح الطاء جمع فطرة و يجوز كسر الطاء كما قالوا في سدرة سدرات و سدرات و الفطرة الحالة التي يفطر الله عليها الإنسان أي يخلقه عليها خاليا من الآراء