نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 123
أبي الغنائم عن محمد بن علي بن ميمون النرسي [1] المعروف بأبي [2] لجودة قراءته قال توفي أبو الغنائم هذا في سنة عشر و خمسمائة و كان محدثا من أهل الكوفة ثقة حافظا و كان من قوام الليل و من أهل السنة و كان يقول ما بالكوفة من هو على مذهب أهل السنة و أصحاب الحديث غيري و كان يقول مات بالكوفة ثلاثمائة صحابي ليس قبر أحد منهم معروفا إلا قبر 1أمير المؤمنين و هو هذا القبر الذي يزوره الناس الآن جاء 6جعفر بن محمد ع و أبوه 5محمد بن علي بن الحسين ع إليه فزاراه و لم يكن إذ ذاك قبرا معروفا ظاهرا و إنما كان به سرح عضاه حتى جاء محمد بن زيد الداعي صاحب الديلم فأظهر القبر [3] . و سألت بعض من أثق به من عقلاء شيوخ أهل الكوفة عما ذكره الخطيب أبو بكر في تاريخه أن قوما يقولون إن هذا القبر الذي تزوره الشيعة إلى جانب الغري هو قبر المغيرة بن شعبة فقال غلطوا في ذلك قبر المغيرة و قبر زياد بالثوية [4] من أرض الكوفة و نحن نعرفهما و ننقل ذلك عن آبائنا و أجدادنا و أنشدني قول الشاعر يرثي زيادا و قد ذكره أبو تمام في الحماسة
صلى الإله على قبر و طهره # عند الثوية يسفي فوقه المور [5]
زفت إليه قريش نعش سيدها # فالحلم و الجود فيه اليوم مقبور [6]
أبا المغيرة و الدنيا مفجعة # و إن من غرت الدنيا لمغرور
[1] في الأصول: «الرسىّ» ، و ما أثبته عن المنتظم و النجوم الزاهرة 5: 212.
[5] الأبيات في الكامل للمبرد 1: 317، و نسبها إلى حارثة بن بدر؛ و هي أيضا في معجم البلدان 3: 28 بهذه النسبة. و المور: التراب؛ يريد أن الريح تسفيه بالتراب.
[6] قال المبرد: قوله: «نعش سيدها» يريد موضعه من النسب؛ لأنّه نسبه إلى أبى سفيان؛ و كان رئيس قريش قبل مبعث النبيّ صلّى اللّه عليه و سلم» .
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 6 صفحه : 123