نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 5 صفحه : 73
الموضع واضح و لكن هذا الرجل كان يحب هذه الترهات و يذهب وقته فيها و قد استقصينا في مناقضته و الرد عليه في كتابنا الذي أشرنا إليه .
فأما قوله ع كلما نجم منهم قرن قطع فاستعارة حسنة يريد كلما ظهر منهم قوم استؤصلوا فعبر عن ذلك بلفظة قرن كما يقطع قرن الشاة إذا نجم و قد صح إخباره ع عنهم أنهم لم يهلكوا بأجمعهم فيو أنها دعوة سيدعو إليها قوم لم يخلقوا بعد و هكذا وقع (1) - و صح إخباره ع أيضا أنه سيكون آخرهم لصوصا سلابين فإن دعوة الخوارج اضمحلت و رجالها فنيت حتى أفضى الأمر إلى أن صار خلفهم قطاع طريق متظاهرين بالفسوق و الفساد في الأرض
مقتل الوليد بن طريف الخارجي و رثاء أخته له
فممن انتهى أمره منهم إلى ذلك الوليد بن طريف الشيباني [1] في أيام الرشيد بن المهدي فأشخص إليه يزيد بن مزيد الشيباني فقتله و حمل رأسه إلى الرشيد و قالت أخته ترثيه و تذكر أنه كان من أهل التقى و الدين على قاعدة شعراء الخوارج و لم يكن الوليد كما زعمت
أيا شجر الخابور ما لك مورقا # كأنك لم تجزع على ابن طريف [2]
فتى لا يحب الزاد إلا من التقى # و لا المال إلا من قنا و سيوف
[1] انظر ترجمة الوليد بن طريف في ابن خلّكان 2: 179.
[2] هى الفارعة بنت الوليد؛ من قصيدة طويلة؛ نقلها ابن خلّكان في ترجمة الوليد، و قال: «و كان للوليد المذكور أخت تسمى الفارعة-و قيل فاطمة-تجيد الشعر و تسلك سبيل الخنساء في مراثيها لأخيها صخر، فرثت الفارعة أخاها بقصيدة أجادت فيها؛ و هي قليلة الوجود؛ و لم أجد في مجاميع كتب الأدب إلاّ بعضها؛ حتى إن أبا على القالى لم يذكر منها في أماليه سوى أربعة أبيات، فاتفق أنى ظفرت بها كاملة فأثبتها لغرابتها و حسنها؛ و هي هذه» . و أورد القصيدة و منها أبيات في أمالي القالى 2: 284، و اللآلئ 913، ، و شرح شواهد المغني 55.
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 5 صفحه : 73