نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 5 صفحه : 31
و ذلك أن الفرزدق ورد المدينة و الأمير عليها عمر بن عبد العزيز فأكرمه حمزة بن عبد الله بن الزبير و أعطاه و قعد عنه عبد الله بن عمرو بن عفان و قصر به فمدح الفرزدق حمزة بن عبد الله و هجا عبد الله فقال
ما أنتم من هاشم في سرها # فاذهب إليك و لا بني العوام [1]
قوم لهم شرف البطاح و أنتم # وضر البلاط موطئوا الأقدام.
فلما تناشد الناس ذلك بعث إليه عمر بن عبد العزيز فأمره أن يخرج عن المدينة و قال له إن وجدتك فيها بعد ثلاث عاقبتك فقال الفرزدق ما أراني إلا كثمود حين قيل لهم تَمَتَّعُوا فِي دََارِكُمْ ثَلاََثَةَ أَيََّامٍ[2] فقال جرير يهجوه
نفاك الأغر ابن عبد العزيز # و حقك تنفى من المسجد [3]
و سميت نفسك أشقى ثمود # فقالوا ضللت و لم تهتد
و قد أجلوا حين حل العذاب # ثلاث ليال إلى الموعد
وجدنا الفرزدق بالموسمين # خبيث المداخل و المشهد.
و حكى أبو عبيدة قال بينا نحن على أشراف الكوفة وقوف إذ جاء أسماء بن خارجة الفزاري فوقف و أقبل ابن مكعبر الضبي فوقف متنحيا عنه فأخذ أسماء خاتما كان في يده فصه فيروز أزرق فدفعه إلى غلامه و أشار إليه أن يدفعه إلى ابن مكعبر فأخذ ابن مكعبر شسع نعله فربطه بالخاتم و أعاده إلى أسماء فتمازحا و لم يفهم أحد من الناس ما أرادا أراد أسماء بن خارجة قول الشاعر
لقد زرقت عيناك يا ابن مكعبر # كذا كل ضبي من اللؤم أزرق.