ألا إنما يكفي الفتى بعد زيغه # من الأود البادي ثقاف المقوم
و ما زلت تواقا إلى كل غاية # بلغت بها أعلى العلاء المقدم
فلما أتاك الأمر عفوا و لم يكن # لطالب دنيا بعده من تكلم
تركت الذي يفنى لأن كان بائدا # و آثرت ما يبقى برأي مصمم.
و قال الرضي أبو الحسن رحمه الله تعالى
يا ابن عبد العزيز لو بكت العين # فتى من أمية لبكيتك [1]
غير أني أقول أنك قد طبت # و إن لم يطب و لم يزك بيتك
أنت نزهتنا عن السب و القذف # فلو أمكن الجزاء جزيتك
و لو أني رأيت قبرك لاستحييت # من أن أرى و ما حييتك
و قليل أن لو بذلت دماء # البدن صرفا على الذرا و سقيتك
دير سمعان فيك مأوى أبي حفص # بودي لو أنني آويتك
دير سمعان لا أغبك غيث # خير ميت من آل مروان ميتك [2]
أنت بالذكر بين عيني و قلبي # إن تدانيت منك أو إن نأيتك
و إذا حرك الحشا خاطر منك # توهمت أنني قد رأيتك
و عجيب أني قليت بني مروان # طرا و أنني ما قليتك
قرب العدل منك لما نأى الجور # بهم فاجتويتهم و اجتبيتك
فلو أني ملكت دفعا لما نابك # من طارق الردى لفديتك.
[1] ديوانه لوحة 124.
[2] دير سمعان، بكسر السين و فتحها؛ دير بنواحي دمشق عنده قبر عمر بن عبد العزيز (ياقوت) .