نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 4 صفحه : 244
أما بعد فقد أتاني كتابك و قرأته [1] و فهمت كل ما ذكرته فيه من أمر سعيد و أمر نفسك و قد صدقتك في نصيحتك لأميرك و حيطتك على أهل مصرك و شدتك على عدوك و قد رضيت عجلة سعيد و تؤدتك [1] فأما عجلته فإنها أفضت به إلى الجنة و أما تؤدتك [2] فإنها ما لم تدع الفرصة إذا أمكنت حزم [2] و قد أحسنت و أصبت و أجرت و أنت عندي من أهل السمع و الطاعة و النصيحة و قد أشخصت إليك حيان بن أبجر [3] الطبيب ليداويك و يعالج جراحاتك و قد بعثت إليك بألفي درهم نفقة تصرفها في حاجتك و ما ينوبك [4] و السلام .
و بعث عبد الله بن أبي عصيفير والي المدائن إلى الجزل بألف درهم و كان يعوده و يتعاهده بالألطاف و الهدايا .
و أما شبيب فأقبل حتى قطع دجلة عند الكرخ و أخذ بأصحابه نحو الكوفة و بلغ الحجاج مكانه بحمام أعين فبعث إليه سويد بن عبد الرحمن السعدي فجهزه بألفي فارس منتخبين و قال له اخرج إلى شبيب فالقه و لا تتبعه فخرج بالناس بالسبخة [5] و بلغه أن شبيبا قد أقبل فسار نحوه كأنما يساق إلى الموت هو و أصحابه و أمر الحجاج عثمان بن قطن فعسكر بالناس في السبخة و نادى ألا برئت الذمة من رجل من هذا الجند بات الليلة بالكوفة و لم يخرج إلى عثمان بن قطن بالسبخة فبينا سويد بن عبد الرحمن يسير في الألفين الذين معه و هو يعبيهم و يحرضهم إذ قيل له
(1-1) الطبريّ: «و فهمت كل ما ذكرت فيه، و قد صدقتك في كل ما وصفت به نفسك من نصيحتك لأميرك و حيطتك على أهل مصرك و شدتك على عدوك، و قد فهمت ما ذكرت من أمر سعيد و عجلته إلى عدوه و تؤدتك. » .
(2-2) الطبريّ: «فإنها لم تدع الفرصة إذا أمكنت، و ترك الفرصة إذا لم تمكن حزم» .