[طرف من أخبار المهلب و بنيه]
و وجه كعب بن معدان الأشقري [1] و مرة بن بليد الأزدي فوردا على الحجاج فلما طلعا عليه تقدم كعب فأنشده [2]
يا حفص إني عداني عنكم السفر [3] .
فقال الحجاج أ شاعر أم خطيب قال شاعر فأنشده القصيدة فأقبل عليه الحجاج و قال خبرني عن بني المهلب قال المغيرة سيدهم و فارسهم و كفى بيزيد فارسا شجاعا
[1] الأشقرى: منسوب إلى الأشقر؛ بطن في الأزد.
[2] قصيدة طويلة؛ يذكر فيها يوم رامهرمز و أيّام سابور و جيرفت، أوردها الطبريّ في تاريخه 6: 104.
[3] و بقيته:
*و قد أرقت فآذى عينى السّهر*
و منها:
علّقت يا كعب بعد الشيب غانية # و الشيب فيه عن الأهواء مزدجر
أ ممسك أنت عنها بالّذى عهدت # أم حبلها إذ نأتك اليوم منبتر
علّقت خودا بأعلى الطّف منزلها # فى غرفة دونها الأبواب و الحجر
درما مناكبا ريّا مآكمها # تكاد إذ نهضت للمشى تنبتر
و قد تركت بشطّ الزابيين لها # دارا بها يسعد البادون و الحضر
و اخترت دارا بها حىّ أسرّ بهم # ما زال فيهم لمن تختارهم خير
لما نبت بى بلادي سرت منتجعا # و طالب الخير مرتاد و منتظر
أبا سعيد فإنى جئت منتجعا # أرجو نوالك لمّا مسّنى الضّرر
لو لا المهلّب ما زرنا بلادهم # ما دامت الأرض فيها الماء و الشّجر
فما من النّاس من حىّ علمتهم # إلاّ يرى فيهم من سيبكم أثر.
.