responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 4  صفحه : 163

بن عبد الله بن الزبير فمكث قليلا ثم أعيد مصعب إلى العراق و الخوارج بأطراف أصبهان و الوالي عليها عتاب بن ورقاء الرياحي فأقام الخوارج هناك يجبون شيئا من القرى ثم أقبلوا إلى الأهواز من ناحية فارس فكتب مصعب إلى عمر بن عبيد الله ما أنصفتنا أقمت بفارس تجبي الخراج و مثل هذا العدو يجتاز بك لا تحاربه و الله لو قاتلت ثم هزمت لكان أعذر لك .

و خرج مصعب من البصرة يريدهم و أقبل عمر بن عبيد الله يريدهم فتنحى الخوارج إلى السوس ثم أتوا إلى المدائن و بسطوا في القتل فجعلوا يقتلون النساء و الصبيان حتى أتوا المذار [1] فقتلوا أحمر طيئ و كان شجاعا و كان من فرسان عبيد الله بن الحر و في ذلك يقول الشاعر

تركتم فتى الفتيان أحمر طيئ # بساباط لم يعطف عليه خليل‌ [2] .

ثم خرجوا عامدين إلى الكوفة فلما خالطوا سوادها و واليها الحارث القباع تثاقل عن الخروج و كان جبانا فذمره‌ [3] إبراهيم بن الأشتر و لامه الناس فخرج متحاملا حتى أتى النخيلة ففي ذلك يقول الشاعر

إن القباع سار سيرا نكرا # يسير يوما و يقيم عشرا.

و جعل يعد الناس بالخروج و لا يخرج و الخوارج يعيثون حتى أخذوا امرأة فقتلوا أباها بين يديها و كانت جميلة ثم أرادوا قتلها فقالت أ تقتلون‌ مَنْ يُنَشَّؤُا فِي اَلْحِلْيَةِ وَ هُوَ فِي اَلْخِصََامِ غَيْرُ مُبِينٍ فقال قائل منهم دعوها فقالوا قد فتنتك ثم قدموها فقتلوها .


[1] المذار: بلدة في ميسان بين واسط و البصرة.

[2] ساباط: موضع بالمدائن؛ يقال له: ساباط كسرى.

[3] ذمره، أي حضه مع لوم ليجد .

غ

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 4  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست