و قد كان بعض جيش المهلب صاروا إلى البصرة فذكروا أن المهلب قد أصيب فهم أهل البصرة بالنقلة إلى البادية حتى ورد كتابه بظفره فأقام الناس و تراجع من كان ذهب منهم فعند ذلك قال الأحنف البصرة بصرة المهلب و قدم رجل من كندة يعرف بابن أرقم فنعى ابن عم له و قال إني رأيت رجلا من الخوارج و قد مكن رمحه من صلبه فلم ينشب أن قدم المنعي سالما فقيل له ذلك فقال صدق ابن أرقم لما أحسست برمحه بين كتفي صحت به البقية فرفعه و تلا بَقِيَّتُ اَللََّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [5] و وجه المهلب بعقب هذه الوقعة رجلا من الأزد برأس عبيد الله بن بشير بن الماحوز إلى الحارث بن عبد الله فلما صار بكربج [6] دينار لقيته إخوة عبيد الله حبيب و عبد الملك و علي بنو بشير بن الماحوز
[1] الكامل: «مستحن» ، من استحنه الشوق إلى وطنه؛ أى استطربه.
[2] قال المبرد: المزون: عمان؛ و هو اسم من أسمائها، قال الكميت:
فأمّا الأزد أزد بنى سعيد # فأكره أن أسمّيها المزونا
و قال جرير:
و أطفات نيران المزون و أهلها # و قد حاولوها فتنة أن تسعّرا.