نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 4 صفحه : 141
التي أصيبت بكابل انحطت من السماء فاستشلتني [1] فلما كان الغد قاتلهم إلى الليل ثم عاودهم القتال فقتل فتدافع أهل البصرة الراية حتى خافوا العطب إذ لم يكن لهم رئيس ثم أجمعوا على الحجاج بن رباب الحميري فأباها فقيل له أ لا ترى رؤساء العرب قد اختاروك من بينهم فقال إنها مشئومة لا يأخذها أحد إلا قتل ثم أخذها فلم يزل يقاتل القوم بدولاب حتى التقى بعمران بن الحارث الراسبي و ذلك بعد أن اقتتلوا زهاء شهر فاختلفا ضربتين فخرا ميتين [2] .
و قام حارثة بن بدر الغداني بأمر أهل البصرة بعده و ثبت بإزاء الخوارج يناوشهم القتال مناوشة خفيفة و يزجي الأوقات انتظارا لقدوم أمير من قبل ببة يلي حرب الخوارج و هذه الحرب تسمىو هي من حروب الخوارج المشهورة انتصف فيها الخوارج من المسلمين و انتصف المسلمون منهم فلم يكن فيها غالب و لا مغلوب
[عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي]
و منهم عبيد الله بن بشير بن الماحوز اليربوعي قام بأمر الخوارج بعد قتل نافع بن الأزرق و قام بأمر أهل البصرة عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي ولاه عبد الله بن الزبير ذلك و لقيه كتابه بالإمارة و هو يريد الحج و قد صار إلى بعض الطريق فرجع فأقام بالبصرة و ولى أخاه عثمان بن عبيد الله بن معمر محاربة الأزارقة فخرج إليهم في اثني عشر ألفا فلقيه أهل البصرة الذين كانوا في وجه الأزارقة و معهم حارثة بن بدر الغداني يقوم بأمرهم عن غير ولاية و كان ابن الماحوز حينئذ في سوق الأهواز فلما عبر
[1] استشلتنى؛ قال المبرد: استشلتنى؛ أى أخذتنى إليها و استنقذتنى؛ يقال: استشلاه و اشتلاه.