نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 4 صفحه : 138
فكتب إليه نافع أما بعد أتاني كتابك تعظني فيه و تذكرني و تنصح لي و تزجرني و تصف ما كنت عليه من الحق و ما كنت أوثره من الصواب و أنا أسأل الله أن يجعلني من القوم اَلَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ اَلْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ .
و عبت علي ما دنت به من إكفار القعدة و قتل الأطفال و استحلال الأمانة من المخالفين و سأفسر لك إن شاء الله .
أما هؤلاء القعدة فليسوا كمن ذكرت ممن كان على عهد 14رسول الله ص لأنهم كانوا بمكة مقهورين محصورين لا يجدون إلى الهرب سبيلا و لا إلى الاتصال بالمسلمين طريقا و هؤلاء قد تفقهوا في الدين و قرءوا القرآن و الطريق لهم نهج واضح و قد عرفت ما قال الله تعالى فيمن كان مثلهم إذ قالوا كُنََّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي اَلْأَرْضِ [1] فقال أَ لَمْ تَكُنْ أَرْضُ اَللََّهِ وََاسِعَةً فَتُهََاجِرُوا فِيهََا [1] و قال سبحانه فَرِحَ اَلْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاََفَ 14رَسُولِ اَللََّهِ وَ كَرِهُوا أَنْ يُجََاهِدُوا بِأَمْوََالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اَللََّهِ [2] و قال وَ جََاءَ اَلْمُعَذِّرُونَ مِنَ اَلْأَعْرََابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ [3] فخبر بتعذيرهم و أنهم كَذَبُوا اَللََّهَ وَ 14رَسُولَهُ ثم قال سَيُصِيبُ اَلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذََابٌ أَلِيمٌ [3] فانظر إلى أسمائهم و سماتهم .
و أما الأطفال فإن نوحا نبي الله كان أعلم بالله مني و منك و قد قال رَبِّ لاََ تَذَرْ عَلَى اَلْأَرْضِ مِنَ اَلْكََافِرِينَ دَيََّاراً `إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبََادَكَ وَ لاََ يَلِدُوا إِلاََّ فََاجِراً كَفََّاراً [4] فسماهم بالكفر و هم أطفال و قبل أن يولدوا فكيف كان ذلك