نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 3 صفحه : 76
و إياهم على كتاب الله فأما تلك التي تريدها فخدعة الصبي عن اللبن و لعمري لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ قريش من دم عثمان و اعلم أنك من الطلقاء [1] الذين لا يحل لهم الخلافة و لا تعرض فيهم الشورى و قد أرسلت إليك [و إلى من قبلك] [2] جرير بن عبد الله البجلي و هو من أهل الإيمان و الهجرة فبايع و لاََ قُوَّةَ إِلاََّ بِاللََّهِ . فلما قرأ الكتاب قام جرير فخطب فقال الحمد لله المحمود بالعوائد و المأمول منه الزوائد المرتجى منه الثواب المستعان على النوائب أحمده و أستعينه في الأمور التي تحير دونها الألباب و تضمحل عندها الأسباب] [2] و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له كُلُّ شَيْءٍ هََالِكٌ إِلاََّ وَجْهَهُ لَهُ اَلْحُكْمُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ و أشهد أن 14محمدا عبده و رسوله أرسله بعد فَتْرَةٍ مِنَ اَلرُّسُلِ الماضية و القرون الخالية و [أبدان البالية و الجبلة الطاغية] [2] فبلغ الرسالة و نصح للأمة و أدى الحق الذي استودعه الله و أمره بأدائه إلى أمته ص من رسول و مبتعث و منتجب [3] .
أيها الناس إن أمر عثمان قد أعيا من شهده فكيف بمن غاب عنه و إن الناس بايعوا 1عليا غير واتر و لا موتور و كان طلحة و الزبير ممن بايعاه ثم نكثا بيعته على غير حدث ألا و إن هذا الدين لا يحتمل الفتن [ألا و إن العرب لا تحتمل الفتن] [2] و قد كانت بالبصرة أمس روعة ملحمة إن يشفع البلاء بمثلها فلا بقاء للناس
[1] الطلقاء: جمع طليق؛ و هم الأسارى الذين أطلقهم الرسول عليه السلام يوم فتح مكه و لم يسترقهم.