نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 3 صفحه : 335
فلو كان التكليف لأجل ما مضى من النعم لوجب أن يقدر بحسبها فإن قيل فعلى ما ذا يحمل كلام 1أمير المؤمنين ع و فيه إشارة إلى مذهب البغداديين .
قيل إنه ع لم يصرح بمذهب البغداديين و لكنه قال لو عبدتموه بأقصى ما ينتهي الجهد إليه و ما وفيتم بشكر أنعمه و هذا حق غير مختلف فيه لأن نعم البارئ تعالى لا تقوم العباد بشكرها و إن بالغوا في عبادته و الخضوع له و الإخلاص في طاعته و لا يقتضي صدق هذه القضية و صحتها صحة مذهب البغداديين في أن الثواب على الله تعالى غير واجب لأن التكليف إنما كان باعتبار أنه شكر النعمة السالفة
[ما قيل من الأشعار في ذم الدنيا]
فأما ما قاله الناس في ذم الدنيا و غرورها و حوادثها و خطوبها و تنكرها لأهلها و الشكوى منها و العتاب لها و الموعظة بها و تصرمها و تقلبها فكثير من ذلك قول بعضهم
هي الدنيا تقول بملء فيها # حذار حذار من بطشي و فتكي [1]
فلا يغرركم حسن ابتسامي # فقولي مضحك و الفعل مبك.
و قال آخر
تنح عن الدنيا و لا تطلبنها # و لا تخطبن قتالة من تناكح
فليس يفي مرجوها بمخوفها # و مكروهها إما تأملت راجح
لقد قال فيها القائلون فأكثروا # و عندي لها وصف لعمرك صالح
سلاف قصاراها ذعاف و مركب # شهي إذا استلذذته فهو جامح
و شخص جميل يعجب الناس حسنه # و لكن له أفعال سوء قبائح.