نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 3 صفحه : 320
قد رضينا بأمركم و علينا # بعد ذاك الرضا جلاد ثقيل
فامنع القوم ماءكم ليس للقوم # بقاء و إن يكن فقليل.
فقال معاوية أما أنت فندري ما تقول و هو الرأي و لكن عمرا لا يدري فقال عمرو خل بينهم و بين الماء فإن 1عليا لم يكن ليظمأ و أنت ريان و في يده أعنة الخيل و هو ينظر إلى الفرات حتى يشرب أو يموت و أنت تعلم أنه الشجاع المطرق [و معه أهل العراق و أهل الحجاز] [1] و قد سمعته أنا مرارا و هو يقول لو استمكنت من أربعين رجلا [2] يعني في الأمر الأول [2] . .
1- و روى نصر قال [3] لما غلب أهل الشام على الفرات فرحوا بالغلبة و قال معاوية يا أهل الشام هذا و الله أول الظفر لا سقاني الله و لا أبا سفيان أن شربوا منه أبدا حتى يقتلوا بأجمعهم عليه و تباشر أهل الشام فقام إلى معاوية رجل من أهل الشام همداني ناسك يتأله و يكثر العبادة يعرف بمعري بن أقبل و كان صديقا لعمرو بن العاص و أخا له فقال يا معاوية سبحان الله لأن سبقتم القوم إلى الفرات فغلبتموهم عليه تمنعوهم الماء أما و الله لو سبقوكم إليه لسقوكم منه أ ليس أعظم ما تنالون من القوم أن تمنعوهم الفرات فينزلوا على فرضة أخرى و يجازوكم بما صنعتم أ ما تعلمون أن فيهم العبد و الأمة و الأجير و الضعيف و من لا ذنب له هذا و الله أول الجور لقد شجعت الجبان و نصرت المرتاب و حملت من لا يريد قتالك على كتفيك فأغلظ له معاوية و قال لعمرو اكفني صديقك فأتاه عمرو فأغلظ له فقال الهمداني في ذلك شعرا