فقلت له ما أجود هذه الأبيات و أفحلها فلمن هي فقال هذه يقولها ضرار بن الخطاب الفهري يوم عبر الخندق على 14رسول الله ص و تمثل بها 1علي بن أبي طالب و 3الحسين و زيد بن علي و يحيى بن زيد فتطيرت له من تمثله بأبيات لم يتمثل بها أحد إلا قتل ثم سرنا إلى باخمرى فلما قرب منها أتاه نعي أخيه محمد فتغير لونه و جرض بريقه ثم أجهش باكيا و قال اللهم إن كنت تعلم أن محمدا خرج يطلب مرضاتك و يؤثر أن تكون كلمتك العليا و أمرك المتبع المطاع فاغفر له و ارحمه و ارض عنه و اجعل ما نقلته إليه من الآخرة خيرا مما نقلته عنه من الدنيا ثم انفجر باكيا ثم تمثل
أبا المنازل يا خير الفوارس من # يفجع بمثلك في الدنيا فقد فجعا [2]
الله يعلم إني لو خشيتهم # أو آنس القلب من خوف لهم فزعا
لم يقتلوك و لم أسلم أخي لهم # حتى نعيش جميعا أو نموت معا.
قال المفضل فجعلت أعزيه و أعاتبه على ما ظهر من جزعه فقال إني و الله في هذا كما قال دريد بن الصمة
[1] من أبيات في حماسة ابن الشجرى 16، و الأغانى 17: 18 (ساسى) ، مع اختلاف في ترتيب الأبيات و عددها و روايتها.
[2] الأبيات لراسع بن خشرم يرثى هدبة، الأغانى 21: 177.
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 3 صفحه : 309