نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 3 صفحه : 232
و ذهبت الحلولية من أهل الملة و غيرها إلى أنه تعالى يحل في بعض الأجسام دون بعض كما يشاء سبحانه و إلى هذا القول ذهب أكثر الغلاة في 1أمير المؤمنين و منهم من قال بانتقاله من 1أمير المؤمنين ع إلى أولاده و منهم من قال بانتقاله من أولاده إلى قوم من شيعته و أوليائه و اتبعهم على هذه المقالة قوم من المتصوفة كالحلاجية و البسطامية و غيرهم .
و ذهبت النسطورية [1] من النصارى إلى حلول الكلمة في بدن عيسى ع كحلول السواد في الجسم .
فأما اليعقوبية [2] من النصارى فلا تثبت الحلول و إنما تثبت الاتحاد بين الجوهر الإلهي و الجوهر الجسماني و هو أشد بعدا من الحلول .
النوع الخامس في نفي كونه تعالى محلا لشيء ذهبت المعتزلة و أكثر أهل الملة و الفلاسفة إلى نفي ذلك و القول باستحالته على ذاته سبحانه .
و ذهبت الكرامية إلى أن الحوادث تحل في ذاته فإذا أحدث جسما أحدث معنى حالا في ذاته و هو الإحداث فحدث ذلك الجسم مقارنا لذلك المعنى أو عقيبه قالوا و ذلك المعنى هو قول كن و هو المسمى خلقا و الخلق غير المخلوق قال الله تعالى مََا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ اَلسَّمََاوََاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ لاََ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ [3] قالوا لكنه قد أشهدنا ذواتها فدل على أن خلقها غيرها .
[1] النسطورية: أصحاب نسطور الحكيم؛ ظهر في زمن المأمون، و تصرف في الأناجيل برأيه و انظر الملل و النحل للشهرستانى 1: 205-206.
[2] اليعقوبية أصحاب يعقوب؛ قالوا بالأقانيم الثلاثة، إلاّ أنهم قالوا: انقلبت الكلمة لحما و دما؛ فصار الإله هو المسيح.... الشهرستانى 1: 206-208.