نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 3 صفحه : 222
و قال ابن سينا إن الطريقة الأولى و هي الاستدلال عليه بالوجود نفسه أعلى و أشرف لأنه لم يحتج فيها إلى الاحتجاج بأمر خارج عن ذاته و استنبط آية من الكتاب العزيز في هذا المعنى و هي قوله تعالى سَنُرِيهِمْ آيََاتِنََا فِي اَلْآفََاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ حَتََّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ اَلْحَقُ [1] .
قال ابن سينا أقول إن هذا حكم لقوم يعني المتكلمين و غيرهم ممن يستدل عليه تعالى بأفعاله و تمام الآية أَ وَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلىََ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [1] .
قال هذا حكم الصديقين الذين يستشهدون به لا عليه يعني الذين استدلوا عليه بنفس الوجود و لم يفتقروا إلى التعلق بأفعاله في إثبات ربوبيته
الفصل الثالث في أن هويته تعالى غير هوية البشر (1) -
و ذلك معنى قوله ع و امتنع على عين البصير و قوله و لا قلب من أثبته يبصره و قوله و لم يطلع العقول على تحديد صفته فنقول إن جمهور المتكلمين زعموا أنا نعرف حقيقة ذات الإله و لم يتحاشوا من القول بأنه تعالى لا يعلم من ذاته إلا ما نعلمه نحن منها و ذهب ضرار [2] بن عمرو أن لله تعالى ماهية لا يعلمها إلا هو و هذا هو مذهب
[2] هو ضرار بن عمرو، صاحب مذهب الضرارية من فرق الجبرية؛ كان في بدء أمره تلميذ الواصل ابن عطاء المعتزلى؛ ثم خالفه في خلق الأعمال و إنكار عذاب القبر. الفرق بين الفرق 201.
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 3 صفحه : 222