نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 3 صفحه : 153
و اعلم أن هذا الفصل يشتمل على فصلين من كلام 1أمير المؤمنين ع أحدهما حمد الله و الثناء عليه إلى قوله و لا تفقد له نعمة و الفصل الثاني ذكر الدنيا إلى آخر الكلام و أحدهما غير مختلط بالآخر و لا منسوق عليه و لكن الرضي رحمة الله تعالى يلتقط كلام 1أمير المؤمنين ع التقاطا و لا يقف مع الكلام المتوالي لأن غرضه ذكر فصاحته ع لا غير و لو أتى بخطبه كلها على وجهها لكانت أضعاف كتابه الذي جمعه
[فصل بلاغي في الموازنة و السجع (1) -]
فأما الفصل الأول فمشتمل من علمالبيانعلى باب كبير يعرف بالموازنة و ذلك غير مقنوط فإنه وازنه في الفقرة الثانية بقوله و لا مخلو أ لا ترى أن كل واحدة منهما على وزن مفعول ثم قال في الفقرة الثالثة و لا مأيوس فجاء بها على وزن مفعول أيضا و لم يمكنه في الفقرة الرابعة ما أمكنه في الأولى فقال و لا مستنكف فجاء به على وزن مستفعل و هو و إن كان خارجا عن الوزن فإنه غير خارج عن المفعولية لأن مستفعل مفعول في الحقيقة كقولك زيد مستحسن أ لا ترى أن مستحسنا من استحسنه فهو أيضا غير خارج عن المفعولية (2) - .
ثم وازن ع بين قوله لا تبرح و قوله لا تفقد و بين رحمة و نعمة فأعطت هذه الموازنات الكلام من الطلاوة و الصنعة ما لا تجده عليه لو قال الحمد لله غير مخلو من نعمته و لا مبعد من رحمته لأن مبعد بوزن مفعل و هو غير مطابق و لا مماثل لمفعول بل هو بناء آخر .
و كذلك لو قال لا تزول منه رحمة فإن تزول ليست في المماثلة و الموازنة
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 3 صفحه : 153