هو الزور يجفى و المعاشر يجتوى # و ذو الإلف يقلى و الجديد يرقع
له منظر في العين أبيض ناصع # و لكنه في القلب أسود أسفع
و نحن نرجيه على الكره و الرضا # و أنف الفتى من وجهه و هو أجدع.
و قال أيضا
شعلة في المفارق استودعتني # في صميم الأحشاء ثكلا صميما [1]
تستثير الهموم ما اكتن منها # صعدا و هي تستثير الهموما
غرة مرة ألا إنما كنت # أغر أيام كنت بهيما
دقة في الحياة تدعى جلالا # مثل ما سمي اللديغ سليما
حلمتني زعمتم و أراني # قبل هذا التحليم كنت حليما.
و قال الصابي و ذكر الخضاب
خضبت مشيبي للتعلق بالصبا # و أوهمت من أهواه أني لم أشب
فلما ادعى مني العذار شبيبة # إذا صلعي قد صاح من فوقه كذب
فكم طرة طارت و دانت ذوائب # و كم وجنة حالت و ماء بها نضب
شواهد بالتزوير يحوين ربها # فهجرانه عند الأحبة قد وجب.
البحتري
بان الشباب فلا عين و لا أثر # إلا بقية برد منه أسمال
قد كدت أخرجه عن منتهى عددي # يأسا و أسقطه إذ فات من بالي
سوء العواقب يأس قبله أمل # و أعضل الداء نكس بعد إبلال
و المرء طاعة أيام تنقله # تنقل الظل من حال إلى حال
[1] ديوانه 3: 223.