نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 20 صفحه : 11
بعض فقهاء الشيعة ممن كان يشتغل بطرف من علم الكلام على رأي الأشعري الواجب الكف و الإمساك عن الصحابة و عما شجر بينهم فقد 14- قال أبو المعالي الجويني إن 14رسول الله ص نهى عن ذلك و قال إياكم و ما شجر بين صحابتي .14- و قال دعوا لي أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا لما بلغ مد أحدهم و لا نصيفه.14- و قال أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم.14- و قال خيركم القرن الذي أنا فيه ثم الذي يليه ثم الذي يليه ثم الذي يليه. و قد ورد في القرآن الثناء على الصحابة و على التابعين 14- و قال 14رسول الله ص و ما يدريك لعل الله اطلع على أهلفقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. و قد روي عن الحسن البصري أنه ذكر عندهوفقال تلك دماء طهر الله منها أسيافنا فلا نلطخ بها ألسنتنا .
ثم إن تلك الأحوال قد غابت عنا و بعدت أخبارها على حقائقها فلا يليق بنا أن نخوض فيها و لو كان واحد من هؤلاء قد أخطأ لوجب [أن يحفظ 14رسول الله ص فيه و من المروءة] [1] أن يحفظ 14رسول الله ص في عائشة زوجته و في الزبير ابن عمته و في طلحة الذي وقاه بيده ثم ما الذي ألزمنا و أوجب علينا أن نلعن أحدا من المسلمين أو نبرأ منه و أي ثواب في اللعنة و البراءة إن الله تعالى لا يقول يوم القيامة للمكلف لم لم تلعن بل قد يقول له لم لعنت و لو أن إنسانا عاش عمره كله لم يلعن إبليس لم يكن عاصيا و لا آثما و إذا جعل الإنسان عوض اللعنة أستغفر الله كان خيرا له ثم كيف يجوز للعامة أن تدخل أنفسها في أمور الخاصة و أولئك قوم كانوا أمراء هذه الأمة و قادتها و نحن اليوم في طبقة سافلة جدا عنهم فكيف يحسن بنا التعرض لذكرهم أ ليس يقبح من الرعية أن تخوض في دقائق أمور الملك و أحواله و شئونه التي تجري بينه و بين أهله و بني عمه و نسائه و سراريه و قد كان