responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 2  صفحه : 81

في دياركم عمله و يبلغ بتخلفكم عن جهاده أمله و صرخ بهم الشيطان إلى باطله فأجابوه و ندبكم الرحمن إلى حقه فخالفتموه و هذه البهائم تناضل عن ذمارها و هذه الطير تموت حمية دون أوكارها بلا كتاب أنزل عليها و لا رسول أرسل إليها و أنتم أهل العقول و الأفهام و أهل الشرائع و الأحكام تندون من عدوكم نديد الإبل و تدرعون له مدارع العجز و الفشل و أنتم و الله أولى بالغزو إليهم و أحرى بالمغار عليهم لأنكم أمناء الله على كتابه و المصدقون بعقابه و ثوابه خصكم الله بالنجدة و البأس و جعلكم خير أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنََّاسِ فأين حمية الإيمان و أين بصيرة الإيقان و أين الإشفاق من لهب النيران و أين الثقة بضمان الرحمن فقد قال الله عز و جل في القرآن بَلى‌ََ إِنْ تَصْبِرُوا وَ تَتَّقُوا [1] فاشترط عليكم التقوى و الصبر و ضمن لكم المعونة و النصر أ فتتهمونه في ضمانه أم تشكون في عدله و إحسانه فسابقوا رحمكم الله إلى الجهاد بقلوب نقية و نفوس أبية و أعمال رضية و وجوه مضية و خذوا بعزائم التشمير و اكشفوا عن رءوسكم عار التقصير و هبوا نفوسكم لمن هو أملك بها منكم و لا تركنوا إلى الجزع فإنه لا يدفع الموت عنكم‌ لاََ تَكُونُوا كَالَّذِينَ كَفَرُوا وَ قََالُوا لِإِخْوََانِهِمْ إِذََا ضَرَبُوا فِي اَلْأَرْضِ أَوْ كََانُوا غُزًّى لَوْ كََانُوا عِنْدَنََا مََا مََاتُوا وَ مََا قُتِلُوا [2] فالجهاد الجهاد أيها الموقنون و الظفر الظفر أيها الصابرون و الجنة الجنة أيها الراغبون و النار النار أيها الراهبون فإن الجهاد أثبت قواعد الإيمان و أوسع أبواب الرضوان و أرفع درجات الجنان و إن من ناصح الله لبين منزلتين مرغوب فيهما مجمع على تفضيلهما إما السعادة بالظفر في العاجل و إما الفوز بالشهادة في الآجل و أكره المنزلتين إليكم أعظمهما نعمة


[1] سورة آل عمران 125.

[2] سورة آل عمران 156.

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 2  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست