نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 2 صفحه : 53
53
بن المنذر منا أمير و منكم أمير إنا و الله ما ننفس [1] هذا الأمر عليكم أيها الرهط و لكنا نخاف أن يليه بعدكم من قتلنا أبناءهم و آباءهم و إخوانهم فقال عمر بن الخطاب إذا كان ذلك قمت إن استطعت فتكلم أبو بكر فقال نحن الأمراء و أنتم الوزراء و الأمر بيننا نصفان كشق الأبلمة [2] فبويع و كان أول من بايعه بشير بن سعد والد النعمان بن بشير .
فلما اجتمع الناس على أبي بكر قسم قسما [3] بين نساء المهاجرين و الأنصار فبعث إلى امرأة من بني عدي بن النجار قسمها مع زيد بن ثابت فقالت ما هذا قال قسم قسمه أبو بكر للنساء قالت أ تراشونني عن ديني و لله لا أقبل منه شيئا فردته عليه . قلت قرأت هذا الخبر على أبي جعفر يحيى بن محمد العلوي الحسيني المعروف بابن أبي زيد نقيب البصرة رحمه الله تعالى في سنة عشر و ستمائة من كتاب السقيفة لأحمد بن عبد العزيز الجوهري قال لقد صدقت فراسة الحباب فإن الذي خافه وقعو أخذ من الأنصار ثأر المشركين ثم قال لي رحمه الله تعالى و من هذا خاف أيضا 14رسول الله ص على ذريته و أهله فإنه كان ع قد وتر الناس و علم أنه إن مات و ترك ابنته و ولدها سوقة و رعية تحت أيدي الولاة كانوا بعرض خطر عظيم فما زال يقرر 1لابن عمه قاعدة الأمر بعده حفظا لدمه و دماء أهل بيته فإنهم إذا كانوا ولاة الأمر كانت دماؤهم أقرب إلى الصيانة و العصمة مما إذا كانوا سوقة تحت يد وال من غيرهم فلم يساعده القضاء و القدر و كان من الأمر ما كان ثم أفضى أمر ذريته فيما بعد إلى ما قد علمت .
[2] في اللسان: (14: 320) و في حديث السقيفة: «الأمر بيننا و بينكم كقد الأبلمة» ، و الأبلمة، بضم الهمزة و اللام و فتحهما و كسرهما: خوصة المقل، و همزتها زائدة، يقول: نحن و إيّاكم في الحكم سواء، لا فضل لأمير على مأمور، كالخوصة إذا شقت اثنتين متساويتين.