نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 2 صفحه : 313
ثم قال و لا أعلم جنة أي درعا أوقى منه أي أشد وقاية و حفظا لأن الوفي محفوظ من الله مشكور بين الناس (1) - .
ثم قال و ما يغدر من علم كيف المرجع أي من علم الآخرة و طوى عليها عقيدته منعه ذلك أن يغدر لأن الغدر يحبط الإيمان (2) - .
ثم ذكر أن الناس في هذا الزمان ينسبون أصحاب الغدر إلى الكيس و هو الفطنة و الذكاء (3) - فيقولون لمن يخدع و يغدر و لأرباب الجريرة و المكر هؤلاء أذكياء أكياس كما كانوا يقولون في عمرو بن العاص و المغيرة بن شعبة و ينسبون أرباب ذلك إلى حسن الحيلة و صحة التدبير (4) - .
ثم قال ما لهم قاتلهم الله دعاء عليهم (5) - .
ثم قال قد يرى الحول القلب وجه الحيلة و يمنعه عنها نهي الله تعالى عنها و تحريمه بعد أن قدر عليها و أمكنه و الحول القلب الذي قد تحول و تقلب في الأمور و جرب و حنكته الخطوب و الحوادث (6) - .
ثم قال و ينتهز فرصتها أي يبادر إلى افتراصها و يغتنمها من لا حريجة له في الدين أي ليس بذي حرج و التحرج التأثم و الحريجة التقوى و هذه كانت سجيته ع و شيمته ملك أهل الشام الماء عليه و الشريعة 1- و أرادوا قتله و قتل أهل العراق عطشا فضاربهم على الشريعة حتى ملكها عليهم و طردهم عنها فقال له أهل العراق اقتلهم بسيوف العطش و امنعهم الماء و خذهم قبضا بالأيدي فقال إن في حد السيف لغنى عن ذلك و إني لا أستحل منعهم الماء فأفرج لهم عن الماء فوردوه ثم قاسمهم الشريعة شطرين بينهم و بينه .1,14- و كان الأشتر يستأذنه أن يبيت [1] معاوية فيقول
[1] يقال: بيت العدو، أي قصده في الليل من غير أن يعلم فيؤخذ بغتة، و هو البيات.
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 2 صفحه : 313