نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 2 صفحه : 280
مما فعلت كما تبنا ننهض معك إلى حرب أهل الشام فقال لهم كلمة مجملة مرسلة يقولها الأنبياء و المعصومون و هي قوله أستغفر الله من كل ذنب فرضوا بها و عدوها إجابة لهم إلى سؤلهم وصفت له ع نياتهم و استخلص بها ضمائرهم من غير أن تتضمن تلك الكلمة اعترافا بكفر أو ذنب فلم يتركه الأشعث و جاء إليه مستفسرا و كاشفا عن الحال و هاتكا ستر التورية و الكناية و مخرجا لها من ظلمة [1] الإجمال و ستر الحيلة إلى تفسيرها بما يفسد التدبير و يوغر الصدور و يعيد الفتنة و لم يستفسره ع عنها إلا بحضور من لا يمكنه أن يجعلها معه هدنة على دخن [2] و لا ترقيقا عن صبوح [3] و ألجأه بتضييق الخناق عليه إلى أن يكشف ما في نفسه و لا يترك الكلمة على احتمالها و لا يطويها على غرها [4] فخطب بما صدع به عن صورة ما عنده مجاهرة فانتقض ما دبره و عادت الخوارج إلى شبهتها الأولى و راجعوا التحكيم و المروق و هكذا الدول التي تظهر فيها أمارات الانقضاء و الزوال يتاح لها أمثال الأشعث من أولي الفساد في الأرض سُنَّةَ اَللََّهِ فِي اَلَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اَللََّهِ تَبْدِيلاً [5]1,14- قال أبو العباس ثم مضى القوم إلى النهروان و قد كانوا أرادوا المضي إلى المدائن فمن طريف أخبارهم أنهم أصابوا في طريقهم مسلما و نصرانيا فقتلوا المسلم لأنه عندهم كافر إذ كان على خلاف معتقدهم و استوصوا بالنصراني و قالوا احفظوا ذمة 14نبيكم [6]