نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 2 صفحه : 249
قال و سار مع عمرو بن العاص شرحبيل بن السمط في خيل عظيمة حتى إذا أمن عليه خيل أهل العراق ودعه ثم قال له يا عمرو إنك رجل قريش و إن معاوية لم يبعثك إلا لعلمه أنك لا تؤتى من عجز و لا مكيدة و قد عرفت أني وطئت هذا الأمر لك و لصاحبك فكن عند ظني بك ثم انصرف و انصرف شريح بن هانئ حين أمن خيل أهل الشام على أبي موسى و ودعه .
و كان آخر من ودع أبا موسى الأحنف بن قيس أخذ بيده ثم قال له يا أبا موسى اعرف خطب هذا الأمر و اعلم أن له ما بعده و أنك إن أضعت العراق فلا عراق اتق الله فإنها تجمع لك دنياك و آخرتك و إذا لقيت غدا عمرا فلا تبدأه بالسلام فإنها و إن كانت سنة إلا أنه ليس من أهلها و لا تعطه يدك فإنها أمانة و إياك أن يقعدك على صدر الفراش فإنها خدعة و لا تلقه إلا وحده و احذر أن يكلمك في بيت فيه [1] مخدع تخبأ لك فيه الرجال و الشهود ثم أراد أن يثور [2] ما في نفسه 1لعلي فقال له فإن لم يستقم لك عمرو على الرضا 1بعلي فليختر أهل العراق من قريش الشام من شاءوا أو فليختر أهل الشام من قريش العراق من شاءوا .
فقال أبو موسى قد سمعت ما قلت و لم ينكر ما قاله من زوال الأمر عن 1علي .
فرجع الأحنف إلى 1علي ع فقال له أخرج أبو موسى و الله زبدة سقائه في أول مخضه لا أرانا إلا بعثنا رجلا لا ينكر خلعك فقال 1علي اَللََّهُ غََالِبٌ عَلىََ أَمْرِهِ [3] .
قال نصر و شاع و فشا أمر الأحنف و أبي موسى في الناس فبعث الصلتان العبدي و هو بالكوفة إلى دومة الجندل بهذه الأبيات