فإن تقبلوها ففيها البقاء # و أمن الفريقين و البلده
و إن تدفعوها ففيها الفناء # و كل بلاء إلى مده
فحتى متى مخض هذا السقاء # و لا بد أن تخرج الزبده
ثلاثة رهط هم أهلها # و إن يسكتوا تخمد الوقده
سعيد بن قيس و كبش العراق # و ذاك المسود من كنده .
قال فأما المسود من كندة و هو الأشعث فإنه لم يرض بالسكوت بل كان من أعظم الناس قولا في إطفاء الحرب و الركون إلى الموادعة و أما كبش العراق و هو الأشتر فلم يكن يرى إلا الحرب و لكنه سكت على مضض و أما سعيد بن قيس فكان تارة هكذا و تارة هكذا [2] . 1- و ذكر ابن ديزيل [3] الهمداني في كتاب صفين قال خرج عبد الرحمن بن خالد بن الوليد و معه لواء معاوية فارتجز فخرج إليه جارية بن قدامة السعدي فارتجز أيضا مجيبا له ثم اطعنا [4] فلم يصنعا شيئا و انصرف كل واحد منهما عن صاحبه فقال عمرو بن العاص لعبد الرحمن اقحم يا ابن سيف الله فتقدم عبد الرحمن بلوائه و تقدم أصحابه فأقبل 1علي ع على الأشتر فقال له قد بلغ لواء معاوية حيث
[3] ابن ديزيل، هو إبراهيم بن الحسين بن عليّ بن مهران بن ديزيل الكسمائى الهمذانى، أحد كبار الحفاظ و متكلميهم؛ ذكره ابن حجر في لسان الميزان (1: 49) ، و قال: «مات في آخر يوم من شعبان سنة إحدى و ثمانين و مائتين» .