responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 2  صفحه : 175

وَ بَقِيَ رِجَالٌ غَضَّ أَبْصَارَهُمْ ذِكْرُ اَلْمَرْجِعِ وَ أَرَاقَ دُمُوعَهُمْ خَوْفُ اَلْمَحْشَرِ فَهُمْ بَيْنَ شَرِيدٍ نَادٍّ وَ خَائِفٍ مَقْمُوعٍ وَ سَاكِتٍ مَكْعُومٍ وَ دَاعٍ مُخْلِصٍ وَ ثَكْلاَنَ مُوجَعٍ قَدْ أَخْمَلَتْهُمُ [أَحْمَلَتْهُمُ‌] اَلتَّقِيَّةُ وَ شَمِلَتْهُمُ اَلذِّلَّةُ فَهُمْ فِي بَحْرٍ أُجَاجٍ أَفْوَاهُهُمْ ضَامِزَةٌ وَ قُلُوبُهُمْ قَرِحَةٌ قَدْ وَعَظُوا حَتَّى مَلُّوا وَ قُهِرُوا حَتَّى ذَلُّوا وَ قُتِلُوا حَتَّى قَلُّوا فَلْتَكُنِ اَلدُّنْيَا فِي أَعْيُنِكُمْ أَصْغَرَ مِنْ حُثَالَةِ اَلْقَرَظِ وَ قُرَاضَةِ اَلْجَلَمِ وَ اِتَّعِظُوا بِمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ قَبْلَ أَنْ يَتَّعِظَ بِكُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ وَ اُرْفُضُوهَا ذَمِيمَةً فَإِنَّهَا قَدْ رَفَضَتْ مَنْ كَانَ أَشْغَفَ بِهَا مِنْكُمْ. قال الرضي رحمه الله و هذه الخطبة ربما نسبها من لا علم له إلى معاوية و هي من كلام 1أمير المؤمنين ع الذي لا يشك فيه و أين الذهب من الرغام و أين العذب من الأجاج و قد دل على ذلك الدليل الخريت و نقده الناقد البصير عمرو بن بحر الجاحظ فإنه ذكر هذه الخطبة في كتاب البيان و التبيين [1] و ذكر من نسبها إلى معاوية ثم تكلم من بعدها بكلام في معناها جملته أنه قال و هذا الكلام بكلام 1علي ع


[1] البيان و التبيين 2: 59-61؛ عن شعيب بن صفوان؛ و قال: «و زاد فيها البقطرى و غيره» ، و قال: «لما حضرت معاوية الوفاة قال لمولى له: من بالباب؟قال: نفر من قريش يتباشرون بموتك، فقال: ويحك!و لم؟قال: لا أدرى؛ قال: فو اللّه ما لهم بعدى إلاّ الذي يسوؤهم؛ و أذن للناس فدخلوا» .

ثمّ أورد الخطبة بروايته؛ و قال في آخرها: «و في هذه الخطبة: -أبقاك اللّه-ضروب من العجب؛ منها أن الكلام لا يشبه السبب الذي من أجلهم دعاهم معاوية، و منها أن هذا المذهب في تصنيف الناس، و في الإخبار عما هم عليه من القهر و الإذلال، و من التقية و الخوف أشبه بكلام على رضي اللّه عنه و معانيه و حاله منه بحال معاوية، و منها أنا لم نجد معاوية في حال من الحالات يسلك في كلامه مسلك الزهاد، و لا يذهب مذاهب العباد؛ و إنّما نكتب لكم و تخبر بما سمعناه؛ و اللّه أعلم بأصحاب الأخبار، و بكثير منهم» .

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 2  صفحه : 175
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست