نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 19 صفحه : 389
بمكة أو كما كانوا يعقرون عند القبور و مذهبهم في العقر على القبور كقول زياد الأعجم في المغيرة بن المهلب
إن السماحة و المروءة ضمنا # قبرا بمرو على الطريق الواضح [1]
فإذا مررت بقبره فاعقر به # كوم الهجان و كل طرف سابح [2] .
و قال الآخر
نفرت قلوصي عن حجارة حرة # بنيت على طلق اليدين وهوب [3]
لا تنفري يا ناق منه فإنه # شريب خمر مسعر لحروب
لو لا السفار و بعد خرق مهمه # لتركتها تحبو على العرقوب
و مذهبهم في العقر على القبور مشهور و ليس في هذا الشعر ما يدل على مذهبهم في البلية فإن ظن ظان أن قوله أو يفوز راكب فيه إيماء إلى ذلك فليس الأمر كما ظنه و معنى البيت ادفني بفلاة جداء مقطوعة عن الإنس ليس بها إلا الذئب و الغراب أو أن يعتسف راكبها المفازة و هي المهلكة سموها مفازة على طريق الفأل و قيل إنها تسمى مفازة من فوز أي هلك فليس في هذا البيت ذكر البلية و لكن الخالع أخطأ في إيراده في هذا الباب كما أخطأ في هذا الباب أيضا في إيراده قول مالك بن الريب
و عطل قلوصي في الركاب فإنها # ستبرد أكبادا و تبكي بواكيا [4] .
فظن أن ذلك من هذا الباب الذي نحن فيه و لم يرد الشاعر ذلك و إنما أراد