نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 19 صفحه : 176
*3290* 290 و من كلامه ع في قطع العلم عذر أصحاب التعلل و التمني
وَ قَالَ ع قَطَعَ اَلْعِلْمُ عُذْرَ اَلْمُتَعَلِّلِينَ (1) -. هذا أيضا قريب مما تقدم يقول قطع العلم عذر الذين يعللون أنفسهم بالباطل و يقولون إن الرب كريم رحيم فلا حاجة لنا إلى إتعاب أنفسنا بالعبادة كما قال الشاعر
قدمت على الكريم بغير زاد # من الأعمال ذا ذنب عظيم
و سوء الظن أن تعتد زادا # إذا كان القدوم على الكريم
و هذا هو التعليل بالباطل فإن الله تعالى و إن كان كريما رحيما عفوا غفورا إلا أنه صادق القول و قد توعد العصاة و قال وَ إِنَّ اَلْفُجََّارَ لَفِي جَحِيمٍ `يَصْلَوْنَهََا يَوْمَ اَلدِّينِ `وَ مََا هُمْ عَنْهََا بِغََائِبِينَ [1] و قال لاََ تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ `مََا يُبَدَّلُ اَلْقَوْلُ لَدَيَّ وَ مََا أَنَا بِظَلاََّمٍ لِلْعَبِيدِ [2] و يكفي في رحمته و عفوه و كرمه أن يغفر للتائب أو لمن ثوابه أكثر مما يستحقه من العقاب فالقول بالوعيد معلوم بأدلة السمع المتظاهرة المتناصرة التي قد أطنب أصحابنا في تعدادها و إيضاحها و إذا كان الشيء معلوما فقد قطع العلم به عذر أصحاب التعلل و التمني و وجب العمل بالمعلوم و رفض ما يخالفه