نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 18 صفحه : 76
فإن قلت فهل يجوز أن يكون قوله و إن تغيرت من جملة قوله فيما بعد فإن الشقي كما تقول إن خالفتني فإن الشقي من يخالف الحق .
قلت نعم و الأول أحسن لأنه أدخل في مدح 1أمير المؤمنين ع كأنه يقول أنا أفي و إن كنت لا تفي و الإيجاب يحسنه السلب الواقع في مقابلته
و الضد يظهر حسنه الضد.
ثم قال و إني لأعبد أي آنف من عبد بالكسر أي أنف و فسروا قوله فَأَنَا أَوَّلُ اَلْعََابِدِينَ [1] بذلك يقول إني لآنف من أن يقول غيري قولا باطلا فكيف لا آنف أنا من ذلك لنفسي ثم تختلف الروايات في اللفظة بعدها كما ذكرنا (1) - .
ثم قال فدع عنك ما لا تعرف أي لا تبن أمرك إلا على اليقين و العلم القطعي و لا تصغ إلى أقوال الوشاة و نقلة الحديث فإن الكذب يخالط أقوالهم كثيرا فلا تصدق ما عساه يبلغك عني شرار الناس فإنهم سراع إلى أقاويل السوء و لقد أحسن القائل فيهم
أن يسمعوا الخير يخفوه و إن سمعوا # شرا أذاعوا و إن لم يسمعوا كذبوا.
و نحو قول الآخر
إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا # و إن ذكرت بخير عندهم دفنوا [2]