responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 18  صفحه : 415

*3184* 184 و من كلامه ع في الصبر و الجزع‌

مَنْ لَمْ يُنْجِهِ اَلصَّبْرُ أَهْلَكَهُ اَلْجَزَعُ (1) -. قد تقدم لنا قول شاف في الصبر و الجزع .

و كان يقال ما أحسن الصبر لو لا أن النفقة عليه من العمر أخذه شاعر فقال‌

و إني لأدري أن في الصبر راحة # و لكن إنفاقي على الصبر من عمري.

و قال ابن أبي العلاء يستبطئ بعض الرؤساء

فإن قيل لي صبرا فلا صبر للذي # غدا بيد الأيام تقتله صبرا

و إن قيل لي عذرا فو الله ما أرى # لمن ملك الدنيا إذا لم يجد عذرا.

فإن قلت أي فائدة في قوله ع من لم ينجه الصبر أهلكه الجزع و هل هذا إلا كقول من قال من لم يجد ما يأكل ضرة [1] الجوع .

قلت لو كانت الجهة واحدة لكان الكلام عبثا إلا أن الجهة مختلفة لأن معنى كلامه ع من لم يخلصه الصبر من هموم الدنيا و غمومها هلك من الله تعالى في الآخرة بما يستبدله من الصبر بالجزع و ذلك لأنه إذا لم يصبر فلا شك أنه يجزع و كل جازع آثم و الإثم مهلكة فلما اختلفت الجهة و كانت تارة للدنيا و تارة للآخرة لم يكن الكلام عبثا بل كان مفيدا


[1] في د: «أهلكه» .

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 18  صفحه : 415
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست