نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 18 صفحه : 353
*3144* 144 و من كلامه ع في بيان منزلة الإنسان أثناء كلامه
وَ قَالَ ع اَلْمَرْءُ مَخْبُوءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ (1) -. قد تكرر هذا المعنى مرارا فأما هذه اللفظة فلا نظير لها في الإيجاز و الدلالة على المعنى و هي من ألفاظه ع المعدودة .
و قال الشاعر
و كائن ترى من صامت لك معجب # زيادته أو نقصه في التكلم [1]
لسان الفتى نصف و نصف فؤاده # فلم يبق إلا صورة اللحم و الدم.
و تكلم عبد الملك بن عمير و أعرابي حاضر فقيل له كيف ترى هذا فقال لو كان كلام يؤتدم به لكان هذا الكلام مما يؤتدم به .
و تكلم جماعة من الخطباء عند مسلمة بن عبد الملك فأسهبوا في القول و لم يصنعوا شيئا ثم أفرغ النطق رجل من أخرياتهم فجعل لا يخرج من فن إلا إلى أحسن منه فقال مسلمة ما شبهت كلام هذا بعقب كلام هؤلاء [2] إلا بسحابة لبدت عجاجة .
و سمع رجل منشدا ينشد
و كان أخلائي يقولون مرحبا # فلما رأوني مقترا مات مرحب .