نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 18 صفحه : 262
*3099* 99 و من كلامه ع في الحكماء و العارفين
وَ قَالَ ع: وَ قَدْ رُئِيَ عَلَيْهِ إِزَارٌ خَلَقٌ مَرْقُوعٌ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ فَقَالَ يَخْشَعُ لَهُ اَلْقَلْبُ وَ تَذِلُّ بِهِ اَلنَّفْسُ وَ يَقْتَدِي بِهِ اَلْمُؤْمِنُونَ إِنَّ اَلدُّنْيَا وَ اَلآْخِرَةَ عَدُوَّانِ مُتَفَاوِتَانِ وَ سَبِيلاَنِ مُخْتَلِفَانِ فَمَنْ أَحَبَّ اَلدُّنْيَا وَ تَوَلاَّهَا أَبْغَضَ اَلآْخِرَةَ وَ عَادَاهَا وَ هُمَا بِمَنْزِلَةِ اَلْمَشْرِقِ وَ اَلْمَغْرِبِ وَ مَاشٍ بَيْنَهُمَا كُلَّمَا قَرُبَ مِنْ وَاحِدٍ بَعُدَ مِنَ اَلآْخَرِ وَ هُمَا بَعْدُ ضَرَّتَانِ (1) - . قد تقدم القول في هذا الباب و ذكرنا أن الحكماء و العارفين فيه على قسمين منهم من آثر لبس الأدنى على الأعلى و منهم من عكس الحال و كان عمر بن الخطاب من أصحاب المذهب الأول و كذلك 1أمير المؤمنين و هو شعار عيسى بن مريم ع كان يلبس الصوف و غليظ الثياب و كان 14رسول الله ص يلبس النوعين جميعا و أكثر لبسه كان الجيد من الثياب مثل أبراد اليمن و ما شاكل ذلك و كانت ملحفته مورسة [1] حتى أنها لتردع [2] على جلده كما جاء في الحديث .
و رئي محمد بن الحنفية ع واقفا بعرفات على برذون أصفر و عليه مطرف خز أصفر و جاء فرقد السبخي [3] إلى الحسن و على الحسن مطرف خز فجعل ينظر إليه و على فرقد ثياب صوف فقال الحسن ما بالك تنظر إلي و علي ثياب أهل الجنة
[1] مورسة، أي مصبوغة بالورس؛ و هو نبت أصفر يكون باليمن، تصبغ به الثياب.
[2] في اللسان عن ابن عبّاس: «لم ينه عن شيء من الأردية إلاّ عن المزعفرة التي تردع على الجلد» قال: أى تنفض صبغها عليه، و ثوب رديع؛ مصبوغ بالزعفران.
[3] ب: «السنجى» ، و الصواب ما أثبته، منسوب إلى السبخة، موضع بالبصرة، ذكره ياقوت؛ و ذكر بنسبة فرقد إليه.
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 18 صفحه : 262