نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 18 صفحه : 237
*3083* 83 و من كلامه ع في الأخذ بقول الشيخ وترك رأي الغلام
وَ قَالَ ع رَأْيُ اَلشَّيْخِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ جَلَدِ اَلْغُلاَمِ وَ يُرْوَى رُوِيَ مِنْ مَشْهَدِ اَلْغُلاَمِ (1) -. إنما قال كذلك لأن الشيخ كثير التجربة فيبلغ من العدو برأيه ما لا يبلغ بشجاعته الغلام الحدث غير المجرب لأنه قد يغرر بنفسه فيهلك و يهلك أصحابه و لا ريب أن الرأي مقدم على الشجاعة و لذلك قال أبو الطيب
الرأي قبل شجاعة الشجعان # هو أول و هي المحل الثاني [1]
فإذا هما اجتمعا لنفس مرة # بلغت من العلياء كل مكان [2]
و لربما طعن الفتى أقرانه # بالرأي قبل تطاعن الأقران
لو لا العقول لكان أدنى ضيغم # أدنى إلى شرف من الإنسان
و لما تفاضلت الرجال و دبرت # أيدي الكماة عوالي المران.
و من وصايا أبرويز إلى ابنه شيرويه لا تستعمل على جيشك غلاما غمرا ترفا قد كثر إعجابه بنفسه و قلت تجاربه في غيره و لا هرما كبيرا مدبرا قد أخذ الدهر من عقله كما أخذت السن من جسمه و عليك بالكهول ذوي الرأي .