نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 18 صفحه : 222
*3073* 73 و من كلامه ع في فناء العالم و انقضائه
وَ قَالَ ع كُلُّ مَعْدُودٍ مُنْقَضٍ وَ كُلُّ مُتَوَقَّعٍ آتٍ (1) -. الكلمة الأولى تؤكد مذهب جمهور المتكلمين في أن العالم كله لا بد أن ينقضي و يفنى و لكن المتكلمين الذاهبين إلى هذا القول لا يقولون يجب أن يكون فانيا و منقضيا لأنه معدود فإن ذلك لا يلزم و من الجائز أن يكون معدودا و لا يجب فناؤه و لهذا قال أصحابنا إنما علمنا أن العالم يفنى عن طريق السمع لا من طريق العقل فيجب أن يحمل كلام 1أمير المؤمنين ع على ما يطابق ذلك و هو أنه ليس يعني أن العدد علة في وجوب الانقضاء كما يشعر به ظاهر لفظه و هو الذي يسميه أصحاب أصول الفقه إيماء و إنما مراده [1]كل معدود فاعلموا أنه فان و منقض فقد حكم على كل معدود بالانقضاء حكما مجردا عن العلة كما لو قيل زيد قائم ليس يعنى أنه قائم لأنه يسمى زيدا .
فأما قوله و كل متوقع آت فيماثله قول العامة في أمثالها لو انتظرت القيامة لقامت و القول في نفسه حق لأن العقلاء لا ينتظرون ما يستحيل وقوعه و إنما ينتظرون ما يمكن وقوعه و ما لا بد من وقوعه فقد صح أن كل منتظر سيأتي