نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 18 صفحه : 196
*3058* 58 كلامه ع في اللسان
وَ قَالَ اَللِّسَانُ سَبُعٌ إِنْ خُلِّيَ عَنْهُ عَقَرَ (1) -. قد تقدم لنا كلام طويل في هذا المعنى .
و كان يقال إن كان في الكلام درك ففي الصمت عافية .
و قالت الحكماء النطق أشرف ما خص به الإنسان لأنه صورته المعقولة التي باين بها سائر الحيوانات و لذلك قال سبحانه خَلَقَ اَلْإِنْسََانَ `عَلَّمَهُ اَلْبَيََانَ [1] و لم يقل و علمه بالواو لأنه سبحانه جعل قوله عَلَّمَهُ اَلْبَيََانَ تفسيرا لقوله خَلَقَ اَلْإِنْسََانَ لا عطفا عليه تنبيها على أن خلقه له و تخصيصه بالبيان الذي لو توهم مرتفعا لارتفعت إنسانيته و لذلك قيل ما الإنسان لو لا اللسان إلا بهيمة مهملة أو صورة ممثلة .
و قال الشاعر
لسان الفتى نصف و نصف فؤاده # فلم يبق إلا صورة اللحم و الدم [2] .
قالوا و الصمت من حيث هو صمت مذموم و هو من صفات الجمادات فضلا