نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 18 صفحه : 180
*3048* 48- كلامه ع في بيان أصل طبيعة القلوب و كيفية استمالتها
وَ قَالَ ع قُلُوبُ اَلرِّجَالِ وَحْشِيَّةٌ فَمَنْ تَأَلَّفَهَا أَقْبَلَتْ عَلَيْهِ (1) -. هذا مثل قولهم من لان استمال و من قسا نفر و ما استعبد الحر بمثل الإحسان إليه و قال الشاعر
و إني لوحشي إذا ما زجرتني # و إني إذا ألفتني لألوف.
فأما قول عمارة بن عقيل
تبحثتم سخطي فكدر بحثكم # نخيلة نفس كان صفوا ضميرها [1]
و لم يلبث التخشين نفسا كريمة # على قومها أن يستمر مريرها
و ما النفس إلا نطفة بقرارة # إذا لم تكدر كان صفوا غديرها.
فيكاد يخالف قول 1أمير المؤمنين ع في الأصل لأن 1أمير المؤمنين ع جعل أصل طبيعة القلوب التوحش و إنما تستمال لأمر خارج [2] و هو التألف و الإحسان و عمارة جعل أصل طبيعة النفس الصفو و السلامة و إنما تتكدر و تجمح لأمر خارج [2] و هو الإساءة و الإيحاش