نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 17 صفحه : 98
في ذلك و ما عندك ظاهرا غير مستور فإنه الأولى و الأقرب إلى استقامتهم لك على الحق .
و أصحرت بكذا أي كشفته مأخوذ من الإصحار و هو الخروج إلى الصحراء .
و حامة الرجل أقاربه و بطانته و اعتقدت عقدة أي ادخرت ذخيرة و المهنأ مصدر هنأه كذا و مغبة الشيء عاقبته .
و اعدل عنك ظنونهم نحها و الإعذار إقامة العذر ـ
طرف من أخبار عمر بن عبد العزيز و نزاهته في خلافته
رد عمر بن عبد العزيز المظالم التي احتقبها [1] بنو مروان فأبغضوه و ذموه و قيل إنهم سموه فمات .
و روى الزبير بن بكار في الموفقيات أن عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز دخل على أبيه يوما و هو في قائلته فأيقظه و قال له ما يؤمنك أن تؤتى في منامك و قد رفعت إليك مظالم لم تقض حق الله فيها فقال يا بني إن نفسي مطيتي إن لم أرفق بها لم تبلغني إني لو أتعبت نفسي و أعواني لم يكن ذلك إلا قليلا حتى أسقط و يسقطوا و إني لأحتسب في نومتي من الأجر مثل الذي أحتسب في يقظتي إن الله جل ثناؤه لو أراد أن ينزل القرآن جملة لأنزله و لكنه أنزل الآية و الآيتين حتى استكثر [2] الإيمان في قلوبهم .
ثم قال يا بني مما أنا فيه آمر هو أهم إلى أهل بيتك هم أهل العدة و العدد و قبلهم ما قبلهم فلو جمعت ذلك في يوم واحد خشيت انتشارهم علي و لكني أنصف من الرجل
[1] يقال احتقب فلان الإثم؛ كأنّه جمعه و احتقبه من خلفه.