نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 17 صفحه : 119
العذق من الجريمة [1] و النار من الوثيمة [2] أن يجعل لمالك نسلا و رجالا بسلا [3] و كلنا إلى الموت يا مالك المنية و لا الدنية و العتاب قبل العقاب و التجلد لا التبلد و اعلم أن القبر خير من الفقر و من لم يعط قاعدا حرم قائما و شر الشرب الاشتفاف و شر الطعم الاقتفاف [4] و ذهاب البصر خير من كثير من النظر و من كرم الكريم الدفع عن الحريم و من قل ذل و خير الغنى القناعة و شر الفقر الخضوع الدهر صرفان صرف رخاء و صرف بلاء و اليوم يومان يوم لك و يوم عليك فإذا كان لك فلا تبطر و إذا كان عليك فاصطبر و كلاهما سينحسر [5] و كيف بالسلامة لمن ليست له إقامة و حياك ربك .
و أوصى [6] الحارث بن كعب بنيه فقال يا بني قد أتت علي مائة و ستون سنة ما صافحت يميني يمين غادر و لا قنعت لنفسي بخلة فاجر و لا صبوت بابنة عم و لا كنة [7] و لا بحت لصديق بسر و لا طرحت عن مومسة قناعا و لا بقي على دين عيسى بن مريم و قد روي على دين شعيب من العرب غيري و غير تميم بن مر بن أسد بن خزيمة فموتوا على شريعتي و احفظوا [علي] [8] وصيتي و إلهكم فاتقوا يكفكم ما أهمكم و يصلح لكم حالكم و إياكم و معصيته فيحل بكم الدمار و يوحش منكم الديار كونوا جميعا و لا تفرقوا فتكنوا شيعا و بزوا قبل أن تبزوا [9] فموت
[6] الوصايا 123، و نسب هذه الوصية إلى مالك بن المنذر البجليّ. قال: «و قد كان أصاب دما في قومه؛ فخرج هاربا بأهله حتّى أتى بهم بنى هلال، فلما احتضر أوصى بنيه، و أمرهم أن يعطوا قومه النصف من حدثه الذي أحدثه فيهم.