نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 16 صفحه : 73
بيتك و سلفك فإنهم لما حاولوا النظر رجعوا بأخرة إلى السمعيات و تركوا العقليات لأنها أفضت بهم إلى ما لا يعرفونه و لا هو من تكليفهم .
ثم قال له فإن كرهت التقليد المحض و أحببت أن تسلك مسلكهم في النظر و إن أفضى بك الأمر بأخرة إلى تركه و العود إلى المعروف من الشرعيات و ما ورد به الكتاب و السنة فينبغي أن تنظر و أنت مجتمع الهم خال من الشبهة و تكون طالبا للحق غير قاصد إلى الجدل و المراء فلما وجدنا ظاهر اللفظ يقتضي هذه المعاني و لم يجز عندنا أن يأمر 1أمير المؤمنين ع ولده مع حكمته و أهلية ولده [1] بالتقليد و ترك النظر رجعنا إلى تأويل كلامه على وجه يخرج به ع من أن يأمر بما لا يجوز لمثله أن يأمر به (1) - .
و اعلم أنه قد أوصاه إذا هم بالشروع في النظر بمحض ما ذكره المتكلمون و ذلك أمور منها أن يرغب إلى الله في توفيقه و تسديده .
و منها أن يطلب المطلوب النظري بتفهم و تعلم لا بجدال و مغالبة و مراء و مخاصمة .
و منها إطراح العصبية لمذهب بعينه و التورط في الشبهات التي يحاول بها نصرة ذلك المذهب .
و منها ترك الإلف و العادة و نصرة أمر يطلب به الرئاسة و هو المعني بالشوائب التي تولج في الضلال .
و منها أن يكون صافي القلب مجتمع الفكر غير مشغول السر بأمر من جوع