responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 16  صفحه : 34

و لقد كنا تعجبنا لتوثب المتوثبين علينا في حقنا و سلطان 14نبينا و إن كانوا ذوي فضيلة و سابقة في الإسلام و أمسكنا عن منازعتهم مخافة على الدين أن يجد المنافقون و الأحزاب‌ [1] في ذلك مغمزا يثلمونه به أو يكون لهم بذلك سبب إلى ما أرادوا من إفساده فاليوم فليتعجب المتعجب من توثبك يا معاوية على أمر لست من أهله لا بفضل في الدين معروف و لا أثر في الإسلام محمود و أنت ابن حزب من الأحزاب و ابن أعدى قريش 14لرسول الله ص و لكتابه و الله حسيبك فسترد فتعلم‌ لِمَنْ عُقْبَى اَلدََّارِ و بالله لتلقين عن قليل ربك ثم ليجزينك بما قدمت يداك و ما الله‌ بِظَلاََّمٍ لِلْعَبِيدِ إن 1عليا لما مضى لسبيله رحمة الله عليه يوم قبض و يوم من الله عليه بالإسلام و يوم يبعث حيا ولاني المسلمون الأمر بعده فأسأل الله ألا يؤتينا في الدنيا الزائلة شيئا ينقصنا به في الآخرة مما عنده من كرامة و إنما حملني على الكتاب إليك الإعذار فيما بيني و بين الله عز و جل في أمرك و لك في ذلك إن فعلته الحظ الجسيم و الصلاح للمسلمين فدع التمادي في الباطل و ادخل فيما دخل فيه الناس من بيعتي فإنك تعلم أني أحق بهذا الأمر منك عند الله و عند كل أواب حفيظ و من له قلب منيب و اتق الله و دع البغي و احقن دماء المسلمين فو الله ما لك خير في أن تلقى الله من دمائهم بأكثر مما أنت لاقيه به و ادخل في السلم و الطاعة و لا تنازع الأمر أهله و من هو أحق به منك ليطفئ الله النائرة [2] بذلك و يجمع الكلمة و يصلح ذات البين و إن أنت أبيت إلا التمادي في غيك سرت‌ [3] إليك بالمسلمين فحاكمتك‌ حَتََّى يَحْكُمَ اَللََّهُ بَيْنَنََا وَ هُوَ خَيْرُ اَلْحََاكِمِينَ .

فكتب معاوية إليه‌ [4]


[1] الأحزاب: هم الذين تحزبوا و تظاهروا على قتال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و سلم من قريش و غطفان و بنى مرة و بنى أشجع و بنى سليم و بنى أسد في غزوة الخندق.

[2] النائرة: العداوة و الشحناء.

[3] مقاتل الطالبيين: «نهدت» .

[4] في مقاتل الطالبيين «بسم اللّه الرحمن الرحيم، من عبد اللّه... » .

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 16  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست