responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 16  صفحه : 292

رد الشي‌ء مقلوبا قال تعالى‌ وَ اَللََّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمََا كَسَبُوا [1] أي قلبهم و ردهم إلى كفرهم فلما كان تاركا للفطرة التي كل مولود يولد عليها كان مرتكسا في ضلالة و أصحاب التناسخ يفسرون هذا بتفسير آخر قالوا الحيوان على ضربين منتصب و منحن فالمنتصب الإنسان و المنحني ما كان رأسه منكوسا إلى جهة الأرض كالبهائم و السباع .

قالوا و إلى ذلك وقعت الإشارة بقوله‌ أَ فَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى‌ََ وَجْهِهِ أَهْدى‌ََ أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى‌ََ صِرََاطٍ مُسْتَقِيمٍ‌ [2] .

قالوا فأصحاب الشقاوة تنتقل أنفسهم عند الموت إلى الحيوان المكبوب و أصحاب السعادة تنتقل أنفسهم إلى الحيوان المنتصب و لما كان معاوية عنده ع من أهل الشقاوة سماه معكوسا و مركوسا رمزا إلى هذا المعنى .

قوله‌ حتى تخرج المدرة من بين حب الحصيد أي حتى يتطهر الدين و أهله منه و ذلك لأن الزراع يجتهدون في إخراج المدر و الحجر و الشوك و العوسج و نحو ذلك من بين الزرع كي تفسد منابته فيفسد الحب الذي يخرج منه فشبه معاوية بالمدر و نحوه من مفسدات الحب و شبه الدين بالحب الذي هو ثمرة الزرع وَ مِنْ هَذَا اَلْكِتَابِ وَ هُوَ آخِرُهُ إِلَيْكِ عَنِّي يَا دُنْيَا فَحَبْلُكِ عَلَى غَارِبِكِ قَدِ اِنْسَلَلْتُ مِنْ مَخَالِبِكِ وَ أَفْلَتُّ مِنْ حَبَائِلِكِ وَ اِجْتَنَبْتُ اَلذَّهَابَ فِي مَدَاحِضِكِ


[1] سورة النساء 88.

[2] سورة الملك 22.

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 16  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست