نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 16 صفحه : 179
قلت لأن جهة فوق جهة نزول الرحمة و مستقر الملائكة و مكان العرش و الأنوار الشريفة و لا سبيل له إليها و أما من جهة تحت فلأن الإتيان منها يوحش و ينفر عنه لأنها الجهة المعروفة بالشياطين فعدل عنها إلى ما هو أدعى إلى قبول وساوسه و أضاليله .
و قد فسر قوم المعنى الأول فقالوا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ من جهة الدنيا و مِنْ خَلْفِهِمْ من جهة الآخرة و عَنْ أَيْمََانِهِمْ الحسنات و عَنْ شَمََائِلِهِمْ أي يحثهم على طلب الدنيا و يؤيسهم من الآخرة و يثبطهم عن الحسنات و يغريهم بالسيئات .
قوله ليقتحم غفلته أي ليلج و يهجم عليه و هو غافل جعل اقتحامه إياه اقتحاما للغرة نفسها لما كانت غالبة عليه .
و يستلب غرته ليس المعنى باستلابه الغرة أن يرفعها و يأخذها لأنه لو كان كذلك لصار ذلك الغافل المغتر فاقدا للغفلة و الغرة و كان لبيبا فطنا فلا يبقى له سبيل عليه و إنما المعنى بقوله و يستلب غرته ما يعنيه الناس بقولهم أخذ فلان غفلتي و فعل كذا .
و معنى أخذها هنا أخذ ما يستدل به على غفلتي (1) - .
و فلتة أمر وقع من غير تثبت و لا روية .
و نزغة كلمة فاسدة من نزغات الشيطان أي من حركاته القبيحة التي يستفسد بها مكلفين و لا يثبت بها نسب و لا يستحق بها إرث لأن المقر بالزناء لا يلحقه النسب و لا يرثه المولود 14- 14لقوله ص الولد للفراش و للعاهر الحجر.
نسب زياد ابن أبيه و ذكر بعض أخباره و كتبه و خطبه (2) -
فأما زياد فهو زياد بن عبيد و من الناس من يقول عبيد بن فلان و ينسبه إلى
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 16 صفحه : 179