نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 15 صفحه : 294
دولة و هم جند لهم أبدان و أجسام و مناكب و كواهل و هامات و لحي و شوارب و أصوات هائلة و لغات فخمة تخرج من أجواف منكرة .
و بعد فكأني أتفاءل جانب المشرق فإن مطلع الشمس سراج الدنيا و مصباح هذا الخلق فجاء الأمر كما دبر و كما قدر فإن كان الرأي الذي رأى صوابا فقد وافق الرشاد و طبق المفصل و إن كان ذلك عن رواية متقدمة فلم يتلق تلك الرواية إلا عن نبوة .
قالوا و أما قولكم إن منا رجلا مكث أربعين سنة أميرا و خليفة فإن الإمارة لا تعد فخرا مع الخلافة و لا تضم إليها و نحن نقول إن منا رجلا مكث سبعا و أربعين سنة خليفة و هو أحمد الناصر بن الحسن المستضيء و منا رجل مكث خمسا و أربعين سنة خليفة و هو عبد الله القائم و مكث أبوه أحمد القادر ثلاثا و أربعين سنة خليفة فملكهما أكثر من ملك بني أمية كلهم و هم أربعة عشر خليفة .
و يقول الطالبيون منا رجل مكث ستين سنة خليفة و هو معد بن الطاهر صاحب مصر و هذه مدة لم يبلغها خليفة و لا ملك من ملوك العرب في قديم الدهر و لا في حديثه .
و قلتم لنا عاتكة بنت يزيد يكتنفها خمسة من الخلفاء و نحن نقول لنا زبيدة بنت جعفر يكتنفها ثمانية من الخلفاء جدها المنصور خليفة و عم أبيها السفاح خليفة و عمها المهدي خليفة و ابن عمها الهادي خليفة و بعلها الرشيد خليفة و ابنها الأمين خليفة و ابنا بعلها المأمون و المعتصم خليفتان .
قالوا و أما ما ذكرتموه من الأعياص و العنابس فلسنا نصدقكم فيما زعمتموه أصلا بهذه التسمية و إنما سموا الأعياص لمكان العيص و أبي العيص و العاص و أبي العاص و هذه أسماؤهم الأعلام ليست مشتقة من أفعال لهم كريمة و لا خسيسة و أما العنابس
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 15 صفحه : 294