نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 15 صفحه : 153
الثالث قوله لنقسمها على كتاب الله و البلاغة لا تقتضي ذلك و لكني أظنه [1] أحب أن يحتاط و أن يدفع الظنة عن نفسه فإن الزمان كان في عهده قد فسد و ساءت ظنون الناس لا سيما مع ما رآه من عثمان و استئثاره بمال الفيء .
و نعود إلى الشرح (1) - قوله ع على تقوى اللهعلى ليست متعلقة بانطلق بل بمحذوف تقديره مواظبا .
قوله و لا تروعن أي لا تفزعن و الروع الفزع رعته أروعه و لا تروعن بتشديد الواو و ضم حرف المضارعة من روعت للتكثير .
قوله ع و لا تجتازن عليه كارها أي لا تمرن ببيوت أحد من المسلمين يكره مرورك و روي و لا تختارن عليه أي لا تقسم ماله و تختر أحد القسمين و الهاء في عليه ترجع إلى مسلما و تفسير هذا سيأتي في وصيته له أن يصدع المال ثم يصدعه فهذا هو النهي عن أن يختار على المسلم و الرواية الأولى هي المشهورة (2) - .
قوله ع فانزل بمائهم و ذلك لأن الغريب يحمد منه الانقباض و يستهجن في القادم أن يخالط بيوت الحي الذي قدم عليه فقد يكون من النساء من لا تليق رؤيته و لا يحسن سماع صوته و من الأطفال من يستهجن أن يرى الغريب انبساطه على أبويه و أهله و قد يكره القوم أن يطلع الغريب على مأكلهم و مشربهم و ملبسهم و بواطن أحوالهم و قد يكونون فقراء فيكرهون أن يعرف فقرهم فيحتقرهم أو أغنياء أرباب ثروة كثيرة فيكرهون أن يعلم الغريب ثروتهم فيحسدهم ثم أمره أن يمضي إليهم غير متسرع و لا عجل و لا طائش نزق حتى يقوم بينهم فيسلم عليهم