نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 15 صفحه : 101
قرئ كتاب الإستيعاب على شيخنا عبد الوهاب بن سكينة المحدث و أنا حاضر فلما انتهى القارئ إلى هذا الخبر قال أستاذي عمر بن عبد الله الدباس و كنت أحضر معه سماع الحديث لتقل الشيعة بعد هذا ما شاءت فما قال المرتضى و المفيد إلا بعض ما كان حجر و الأشتر يعتقدانه في عثمان و من تقدمه فأشار الشيخ إليه بالسكوت فسكت .
و ذكرنا آثار الأشتر و مقاماتهفيما سبق .
و الأشتر هو الذي عانق عبد الله بن الزبير فاصطرعا على ظهر فرسيهما حتى وقعا في الأرض فجعل عبد الله يصرخ من تحته اقتلوني و مالكا فلم يعلم من الذي يعنيه لشدة الاختلاط و ثوران النقع [1] فلو قال اقتلوني و الأشتر لقتلا جميعا فلما افترقا قال الأشتر
أ عائش لو لا أنني كنت طاويا # ثلاثا لألفيت ابن أختك هالكا [2]
غداة ينادي و الرماح تنوشه # كوقع الصياصي اقتلوني و مالكا [3]
فنجاه مني شبعه و شبابه # و أني شيخ لم أكن متماسكا.
و يقال إن عائشة فقدت عبد الله فسألت عنه فقيل لها عهدنا به و هو معانق للأشتر فقالت وا ثكل أسماء و مات الأشتر في سنة تسع و ثلاثين متوجها إلى مصر واليا عليها 1لعلي ع قيل سقي سما و قيل إنه لم يصح ذلك و إنما مات حتف أنفه .
فأما ثناء 1أمير المؤمنين ع عليه في هذا الفصل فقد بلغ مع اختصاره ما لا يبلغ بالكلام الطويل و لعمري لقد كان الأشتر أهلا لذلك كان شديد البأس جوادا