فلا تحسبونا مسلميه فمثله # إذا كان في قوم فليس بمسلم.
و من شعر أبي طالب في أمر الصحيفة التي كتبتها قريش في قطيعة بني هاشم
ألا أبلغا عني على ذات بينها # لؤيا و خصا من لؤي بني كعب [1]
أ لم تعلموا أنا وجدنا 14محمدا # رسولا كموسى خط في أول الكتب
و أن عليه في العباد محبة # و لا حيف فيمن خصه الله بالحب [2]
و أن الذي رقشتم في كتابكم # يكون لكم يوما كراغية السقب [3]
أفيقوا أفيقوا قبل أن تحفر الزبى # و يصبح من لم يجن ذنبا كذي ذنب
و لا تتبعوا أمر الغواة و تقطعوا # أواصرنا بعد المودة و القرب
و تستجلبوا حربا عوانا و ربما # أمر على من ذاقه حلب الحرب
فلسنا و بيت الله نسلم 14أحمدا # لعزاء من عض الزمان و لا كرب
و لما تبن منا و منكم سوالف # و أيد أترت بالمهندة الشهب [4]
بمعترك ضيق ترى قصد القنا # به و الضباع العرج تعكف كالشرب [5]
كأن مجال الخيل في حجراته # و غمغمة الأبطال معركة الحرب
أ ليس أبونا هاشم شد أزره # و أوصى بنيه بالطعان و بالضرب
و لسنا نمل الحرب حتى تملنا # و لا نشتكي مما ينوب من النكب [6]
[1] ديوانه 20-24.
[2] الديوان: «و لا خير ممن خصه اللّه» .
[3] الرغاء: صوت الإبل. و السقب: ولد الناقة.
[4] أترت: قطعت. و المهندة: السيوف.
[5] قصد القنا: قطع الرماح المتكسرة.
[6] النكب و النكبة: المصيبة.