نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 14 صفحه : 63
و تلقوا بيع الأبطحين 14محمدا # على ربوة في رأس عنقاء عيطل
و تأوي إليه هاشم إن هاشما # عرانين كعب آخر بعد أول
فإن كنتم ترجون قتل 14محمد # فروموا بما جمعتم نقل يذبل
فإنا سنحميه بكل طمرة # و ذي ميعة نهد المراكل هيكل
و كل رديني ظماء كعوبه # و عضب كإيماض الغمامة مفصل.
قلت كان صديقنا علي بن يحيى البطريق رحمه الله يقول لو لا خاصة النبوة و سرها لما كان مثل أبي طالب و هو شيخ قريش و رئيسها و ذو شرفها يمدح ابن أخيه 14محمدا و هو شاب قد ربي في حجره و هو يتيمه و مكفوله و جار مجرى أولاده بمثل قوله
و تلقوا ربيع الأبطحين 14محمدا # على ربوة في رأس عنقاء عيطل
و تأوي إليه هاشم إن هاشما # عرانين كعب آخر بعد أول.
و مثل قوله
و أبيض يستسقى الغمام بوجهه # ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يطيف به الهلاك من آل هاشم # فهم عنده في نعمة و فواضل.
فإن هذا الأسلوب من الشعر لا يمدح به التابع و الذنابى من الناس و إنما هو من مديح الملوك و العظماء فإذا تصورت أنه شعر أبي طالب ذاك الشيخ المبجل العظيم في 14محمد ص و هو شاب مستجير به معتصم بظله من قريش قد رباه في حجره غلاما و على عاتقه طفلا و بين يديه شابا يأكل من زاده و يأوي إلى داره علمت موضع خاصية النبوة و سرها و أن أمره كان عظيما و أن الله تعالى أوقع في القلوب و الأنفس له منزلة رفيعة و مكانا جليلا ـ
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 14 صفحه : 63