responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 14  صفحه : 264

من الصفاء فقال ادفنوا هذين المتحابين في الدنيا في قبر واحد .

و كان عبد الله بن عمرو بن حزام رجلا أحمر أصلع ليس بالطويل و كان عمرو بن الجموح طويلا فعرفا و دخل السيل بعد عليهما و كان قبرهما مما يلي السيل فحفر عنهما و عليهما نمرتان و عبد الله قد أصابه جرح في وجهه فيده على وجهه‌ [1] فأميطت يده عن جرحه فثعب‌ [2] الدم فردت إلى مكانها فسكن الدم .

قال الواقدي و كان جابر بن عبد الله يقول رأيت أبي في حفرته و كأنه نائم و ما تغير من حاله قليل و لا كثير فقيل له أ فرأيت أكفانه قال إنما كفن في نمرة [3] خمر بها وجهه و على رجليه الحرمل فوجدنا النمرة كما هي و الحرمل على رجليه كهيئته و بين ذلك و بين وقت دفنه ست و أربعون سنة فشاورهم جابر في أن يطيبه بمسك فأبى ذلك أصحاب 14النبي ص و قالوا لا تحدثوا فيهم شيئا .

قال و يقال إن معاوية لما أراد أن يجري العين التي أحدثها بالمدينة و هي كظلمة نادى مناديه بالمدينة من كان له قتيل بأحد فليشهد فخرج الناس إلى قتلاهم فوجدوهم رطابا يتثنون فأصابت المسحاة رجل رجل منهم فثعبت دما فقال أبو سعيد الخدري لا ينكر بعد هذا منكر أبدا .

قال و وجد عبد الله بن عمرو بن حزام و عمرو بن الجموح في قبر واحد و وجد خارجة بن زيد بن أبي زهير و سعد بن الربيع في قبر واحد فأما قبر عبد الله و عمرو فحول و ذلك أن القناة كانت تمر على قبرها و أما قبر خارجة و سعد فترك و ذلك لأن مكانه كان معتزلا و سوي عليهما التراب و لقد كانوا يحفرون التراب فكلما حفروا قترة من تراب فاح عليهم المسك .


[1] ا: «جرحه» .

[2] ثعب الدم: سال.

[3] النمرة: بردة من صوف.

نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد    جلد : 14  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست