نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 13 صفحه : 98
ثم قال مخاطبا أصحابه الموجودين حوله أيها الناس ألقوا هذه الأزمة التي تحمل ظهورها الأثقال عن أيديكم هذه كناية عن النهي عن ارتكاب القبيح و ما يوجب الإثم و العقاب و الظهور هاهنا هي الإبل أنفسها و الأثقال المآثم و إلقاء الأزمة ترك اعتماد القبيح فهذا عمومه و أما خصوصه فتعريض بما كان عليه أصحابه من الغدر و مخامرة العدو عليه و إضمار الغل و الغش له و عصيانه و التلوي عليه و قد فسره بما بعده فقال و لا تصدعوا عن سلطانكم أي لا تفرقوا فتذموا غب فعالكم أي عاقبته (1) - .
ثم نهاهم عن اقتحام ما استقبلوه من فور نار الفتنة و فور النار غليانها و احتدامها و يروى ما استقبلكم .
ثم قال و أميطوا عن سننها أي تنحوا عن طريقها و خلوا قصد السبيل لها أي دعوها تسلك طريقها و لا تقفوا لها فيه فتكونوا حطبا لنارها .
ثم ذكر أنه قد يهلك المؤمن في لهبها و يسلم فيه الكافر كما قيل المؤمن ملقى و الكافر موقى (2) - .
ثم ذكر أن مثله فيهم كالسرج يستضيء بها من ولجها أي دخل في ضوئها .
و آذان قلوبكم كلمة مستعارة جعل للقلب آذانا كما جعل الشاعر للقلوب أبصارا فقال
يدق على النواظر ما أتاه # فتبصره بأبصار القلوب
نام کتاب : شرح نهج البلاغة نویسنده : ابن ابي الحديد جلد : 13 صفحه : 98